آسفة يا ولدي

من طرف **FIRE STORM** الخميس مارس 18, 2010 11:06 am

آسفة يا ولدي

كان لأمه عين واحدة... وقد كرهها... لأنها كانت تسبب له الإحراج. وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي كان يتعلم فيها من أجل أن تعيل العائلة.
ذات يوم...في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَليه، أحس بالإحراج فعلاً ... فصاح في وجهها: كيف فعلت هذا بي؟! تجاهلها، ورماها بنظرة مليئة بالكره، وفي اليوم التالي قال له أحد التلامذة: ... أمك بعين واحدة ... أووووه. وحينها تمنى لو أنه يستطيع أن يدفن نفسه أو أن تختفي أمه من حياته.
في اليوم التالي واجهها : لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين ؟!!
ولكنها لم تُجب!!!
لم يكن متردداً فيما قال: ولم يفكر في كلامه لأنه كان غاضباً جداً ولم يبال بمشاعرها ثم قام بمغادرة المكان..
ومرت الأيام ... درس بجد وحصل على منحة للدراسة في سنغافورة.
وفعلاً، ذهب .. ودرس .. ثم تزوج .. واشترى بيتاً .. وأنجب أولاداً.. وكان سعيداً ومرتاحاً في حياته
وبعد سنوات، ازداد شوق الأم لرؤية ابنها. سألت وبحثت عن العنوان، تحملت مشاق السفر.. ثم أتت لزيارته ولم تكن قد رأته منذ سنوات كما لم تر أحفادها أبداً!
وقفت على الباب وأخذ الأولاد يضحكون ويصرخون...
صاح في وجهها: كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي أطفالي؟.. اخرجي حالاً!!!
أجابت بهدوء: (آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو) ثم اختفت....
وذات يوم وصلته رسالة من المدرسة تدعوه فيها إلى جمع الشمل العائلي.
فكذب على زوجته وأخبرها بأنه سيذهب في رحلة عمل إلى بلده...
بعد الاجتماع، اقترب من البيت القديم الذي كان يسكن فيه مع أسرته، من أجل الفضول فقط!!!.
أخبره الجيران أن أمه....قد توفيت. لم تذرف عيناه ولو دمعة واحدة !!
قام الجيران بتسليمه رسالة من أمه ....
ابني الحبيب.. لطالما فكرت فيك.. كم كنت سعيدة جداً عندما سمعتُ أنك سوف تأتي لحضور الاجتماع... لكني كنت حزينة لأني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك.
آسفة على مجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك.
آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك.
هل تعلم...؟
لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنت صغيراً وقد فقدتَ عينك... وكأي أم, لم أستطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ...
ولِذا... وهبتكَ عيني ... وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم من خلال عيني......مع حبي.....
.....أمــــــــــــك.....

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل:
من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟
قال أمك؛
قال ثم من؟
قال أمك؛
قال ثم من؟
قال أمك؛
قال ثم من؟
قال أبوك.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم